اكتشف الديسة: دراسات ومخرجات
مقدمة
بلدية قرى حوض الديسة هي إحدى بلديات محافظة العقبة، وتقع على بعد 70 كم شمال شرق مدينة العقبة. تقع الديسة في الصحراء الأردنية الجنوبية تحدها قضاء القويرة من الشمال ومحمية وادي رم المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو من الغرب والمملكة العربية السعودية من الجنوب.
تتميز منطقة الديسة بطبيعة جغرافية تميل إلى الصحراء البحتة، ففي حين تمثل تضاريسها السهول الصحراوية، تحيط بها سلسلة جبال رم التي يصل ارتفاعها من 800م إلى 1852م فوق مستوى سطح البحر.
تبلغ المساحة الإدارية لبلدية قرى حوض الديسة 954 كم2، وتبلغ المساحة الإدارية لقضاء الديسة 4,025.49 كم2. تضم بلدية حوض الديسة 5 قرى هي الديسة والطويسة والطويل والمنيشر والغال. يبلغ مجموع سكان القرى الخمس في حوض الديسي 6919 نسمة، وتعد الديسي والطويسة الأكثر سكاناً.
وفي أحدث تقرير لحالة الفقر صادر عن دائرة الإحصاءات العامة، ورد أن قضاء الديسة هو مركز لجيوب الفقر في المملكة حيث بلغ معدل الفقر 47.5٪ من السكان. وتدير معظم الأنشطة التجارية المتاجر المحلية ومحلات الحرف اليدوية بالإضافة إلى المستثمرين من القطاع الخاص مثل الشركات الزراعية والمزارع والثروة الحيوانية. والنشاط الصناعي يكاد يكون منعدماً، فلا مصانع أو أي نشاط صناعي، كما لا توجد مشاريع استثمارية حقيقية كبيرة. ومن المصادر الرئيسية للدخل للمجتمع المحلي وجود حوالي 200 مخيم سياحي بالقرب من وادي رم والتي تستضيف مئات الآلاف من السياح كل عام.
كانت منطقة حوض الديسة مراعي للبدو الذين كانوا يعتمدون في حياتهم على الترحال وذلك كون الديسة من المناطق الصحراوية الجافة والتي تشح فيها الأمطار وتزرع بها األشجار والمحاصيل البعلية الزراعية باستثناء النباتات الصحراوية التي تأقلمت مع المكان وأصبحت جزء من صورته الجميلة وبالتالي فان أهالي الحوض كانوا يقومون بتأمين المياه لاحتياجاتهم المعيشية من عيون جبل رم والتي تسد حاجتهم في ذلك الوقت ، وعندما تم اكتشاف حوض الديسة في ستينات القرن الماضي أصبحت تلك الابار مصدر جذب للبدو سكان وادي رم حيث كانوا ينتقلون من مكان إلى مكان في الوادي طلبا للكلأ والماء في أرجاء هذه الصحاري الواسعة ومن ثم نشأت تجمعات سكانية صغيرةه على تلك الابار والتي كان البدو يعتمدون عليها في سقاية ماشيتهم.
حالة وقطاع إدارة النفايات الصلبة في الديسة
الجانب الإداري والقدرة المحلية
تتم إدارة النفايات الصلبة في قرى البلدية وفقاً لقانون إطار إدارة النفايات رقم 16 لسنة 2020 (11- جمع ونقل وتدوير النفايات والمخلفات ومعالجتها والتخلص منها وتحصيل المخصصات لذلك ومراقبة المنازل والمحلات التجارية للتأكد من التخلص من نفاياتها بشكل منتظم واتخاذ الإجراءات اللازمة لإبادة الحشرات والقوارض والزواحف). هذا المرجع يخول البلدية بإدارة النفايات في المناطق الواقعة ضمن منطقتها الإدارية. علماً أن البلدية تبحث تطوير قسم إدارة النفايات ووضع وصف وظيفي له رغم تحديات محدودية المصادر المالية. يبلغ عدد عمال النظافة الحاليين في بلدية حوض الديسة 15 عاملاً، دون وجود أي مشرف عمال نظافة (مثل المناطق الأخرى في الأردن)، ويتولى ضابط الأسطول مسؤولية تعيين مكان عمال النظافة وتلقي الشكاوى، ويقوم العمال بعمليات التنظيف اليدوية للمنطقة فقط في الفترة الصباحية. يتم توزيع العمال على مناطق البلدية وفق جدول عشوائي بحيث يتم تغطية كافة مناطق البلدية خلال الأسبوع وقد يختلف توزيع العمال حسب احتياجات القرى حيث يتم توزيع العمال بشكل رئيسي على الشوارع الرئيسية والأسواق التجارية ويعمل في البلدية 4 سائقين لضاغطات القمامة وحاليا تقوم البلدية بتعيين سائقين إضافيين.
تدير البلدية أسطولاً لجمع ونقل النفايات وتنفيذ العمليات الرئيسية المرتبطة بها. ويبلغ عدد حاويات القمامة 1500 حاوية، ولا توجد آلية دراسة لتوزيعها، أو يتم توزيعها من خلال طلبات المجتمعات المحلية للبلدية بتقديم طلب الحاجة لحاوية، ومن ثم يتم دراسة الطلبات والنظر فيها، وقد تم استبدال بعض الحاويات خلال السنوات الثلاث الماضية بـ300 حاوية جديدة، أما عن حالة الحاويات فإن ما يقارب 50% من الحاويات عمرها 5 سنوات، أما الباقي عمرها 8 سنوات والعديد منها تالف بأعداد كبيرة.
انتاج النفايات في بلدية حوض الديسة
تُعتبر المخيمات السياحية وقطاع السياحة أكبر منتجي النفايات في المنطقة، حيث تستضيف المنطقة أكثر من ربع مليون سائح سنويًا في أكثر من 100 مخيم سياحي. تنتج هذه المخيمات كميات كبيرة من النفايات، معظمها نفايات عضوية وبلاستيكية نتيجة خدمات الإقامة والأنشطة السياحية. المتاجر والمحلات الحرفية، والتي يتجاوز عددها 100 متجر، تُعد مصدرًا كبيرًا آخر للنفايات، بما في ذلك الورق، الكرتون، والبلاستيك الناتجة عن التغليف والمبيعات اليومية.
على مستوى المؤسسات العامة، تضم المنطقة 13 مدرسة و11 مسجدًا، والتي تسهم أيضًا في إنتاج النفايات، مثل الورق والمخلفات الغذائية، خاصة خلال المناسبات والفعاليات المجتمعية.الأسر السكنية في القرى الخمس في الديسة، والتي تُقدر بحوالي 1600 أسرة، تنتج ما يقارب 0.6 كجم من النفايات يوميًا لكل فرد في المتوسط. وتشمل هذه النفايات بقايا الطعام، البلاستيك، الورق، الزجاج، والنفايات العضوية الأخرى. ويُقدر أن الأسر تُنتج حوالي 960 كجم يوميًا من النفايات المنزلية، مما يجعلها أحد المصادر الرئيسية للنفايات في المنطقة.
مضمار سباق الهجن الشهير يُعتبر مصدرًا رئيسيًا آخر للنفايات في المنطقة، حيث يخدم أكثر من 500 مالك جمال يمتلكون حظائر ضمن المضمار. تشمل النفايات الناتجة هنا بقايا الأعلاف، البلاستيك المستخدم في التعبئة، والمخلفات الحيوانية.
توصيف النفايات المنزلية المنتجة في حوض الديسة
تم تنفيذ عملية جمع وفرز النفايات ضمن الدراسة خلال ثلاثة أيام، من 18 إلى 20 مايو 2024، وبلغ الوزن الإجمالي للعينة 1,530.8 كجم. شملت الدراسة مناطق متنوعة داخل حدود البلدية لتقديم رؤية شاملة لأنماط توليد النفايات في المنطقة.
توزيع العينات حسب المناطق:
*منطقة السوق في قرية الديسة
*المنطقة السكنية في قرية الديسة
*المنطقة السكنية في قرية الطويسة
*المناطق السكنية في قرى منيشير والقصر (بما في ذلك المزارع التابعة للقطاع الخاص)
تم اختيار هذه المناطق بعناية لضمان أن الدراسة تعكس خصائص النفايات في مختلف البيئات، بما في ذلك التجارية والسكنية والزراعية. ستساهم نتائج هذه الدراسة في توفير رؤى هامة لتطوير استراتيجيات إدارة النفايات وتخطيط المبادرات المستقبلية.
تقدم نتائج توصيف النفايات نظرة عامة ثاقبة لتركيب النفايات في المنطقة التي تم مسحها. تمثل الفئة الأكثر أهمية، "النفايات المختلطة وغيرها"، 41٪ من إجمالي النفايات، بوزن إجمالي للعينة يبلغ 622.7 كجم. هذه النسبة العالية جديرة بالملاحظة، خاصة في سياق البيئة الصحراوية. في مثل هذه المناطق، يمكن افتراض أن النفايات تشمل مجموعة متنوعة من المواد التي يصعب تصنيفها، بما في ذلك الرمل والعناصر غير القابلة للتحلل. يمكن أن تشير النسبة الكبيرة في هذه الفئة أيضًا إلى القيود المفروضة على ممارسات فرز النفايات وجمعها المحلية، حيث لا يتم فصل النفايات المختلطة بشكل كافٍ عند المصدر أو أثناء الجمع.
تشكل النفايات العضوية 27٪ من الإجمالي، أو 411.9 كجم. على الرغم من أنها أقل مما قد يتوقعه المرء في المناطق الحضرية، إلا أن هذه كمية كبيرة لمنطقة صحراوية، حيث يكون إنتاج النفايات العضوية أقل عمومًا بسبب غياب الأنشطة الزراعية المهمة أو المساحات الخضراء. من المحتمل أن يأتي هذا المكون العضوي من النفايات المنزلية العضوية الناتجة والزراعة على نطاق صغير.
تشكل النفايات البلاستيكية 15% من الإجمالي، أي 234.6 كجم. ويتوافق هذا الرقم مع الاتجاهات العالمية لزيادة استهلاك البلاستيك ويعكس التحدي المتزايد المتمثل في إدارة النفايات البلاستيكية. وفي المناطق ذات البنية التحتية المحدودة لإعادة التدوير، غالبًا ما تتراكم المواد البلاستيكية وتظل في البيئة، مما يفرض تحديات بيئية كبيرة. وتساهم فئات أخرى، مثل نفايات البناء والهدم (5%)، والمنسوجات والجلود (5%)، والورق والكرتون (5%)، بما يتراوح بين 69.5 كجم و71.9 كجم. ومن المرجح أن تشير هذه النسب الأصغر ولكن الثابتة إلى أنشطة البناء المتقطعة ووجود صناعات صغيرة الحجم أو عمليات تجارية. وتشير الكميات الصغيرة نسبيًا من المعدن (2%) والزجاج (1%) - 34.9 كجم و13.5 كجم على التوالي - إلى نشاط صناعي أو تصنيعي محدود ويمكن أن تعكس أيضًا ممارسات إعادة التدوير المحلية، حيث يمكن استعادة هذه المواد وإعادة استخدامها بشكل متكرر.
